قصة: الحارس الشخصي رفيق دائم للإيجار

قصة: الحارس الشخصي رفيق دائم للإيجار

زاد الطلب في الآونة الأخيرة على ما يعرف بالحارس الشخصي، وبعد أن كان رجال السياسة والأعمال هم من يستعينون به، للمحافظة على أرواحهم وأموالهم، راح البعض يستخدمه للتباهي الاجتماعي، وقد يعمد إلى الظهور أمام الناس بأكثر من حارس، لإيهام المحيطين بالأهمية والنفوذ، بينما يرفض بعض رجال الأعمال الاستعانة بهم، والتحلى بالبساطة وعدم المبالغة المزعجة، إلا في حالات السفر أو عمل الصفقات المهمة، أو تأمين المؤتمرات وغيرها من الأمور، التي قد تحدث فيها أمور خارجة عن إرادتهم.

زياد العوني (35 عاماً) حارس شخصي منذ 9 سنوات، يوضح أن بعض العائلات الثرية تستعين به، في التنقلات ورحلات التسوق خاصة في الجهات التي يقومون بزيارتها لأول مرة، حتى يأمنوا مضايقات الغير، لكنه يتعجب من بعض الأشخاص الذين يطلبون تأمينهم من دون حاجة ملحة. ويؤكد أنه يضطر للقبول لحرصه على لقمة العيش، لكنه يرفض رفضاً باتاً حمل أغراضهم في حال التسوق، أو توصيل الأبناء للمدارس أو غير ذلك من الأمور الشخصية، التي يمكن للفئات المساعدة القيام بها.

خالد عتيق الملقب ب الدبابة، يرى أن الكثير من الأشخاص الذين يعمل معهم، لا يوجد أي داع لتأمينهم، لأنهم من وجهة نظره أشخاص عاديون يمتلكون المال، وغير مستهدفين، مشيراً إلى أن بعض الأثرياء يعانون من الخوف على أموالهم، ويسعون إلى الاستمتاع بها أطول فترة ممكنة، وهو ما يجعلهم يخافون على أعمارهم من ابسط الأشياء. ويشير عتيق إلى أن كثيراً من المستخدمين للحراس الشخصيين، لا يدركون وظيفتهم الأساسية في التأمين والحماية، ويطلبون منهم أشياء تشغلهم عن هم الحراسة، مثل ترتيب الطاولة قبل الجلوس، وإشعال السيجارة، أو حمل المعطف وغيرها من الأمور التي ترفضها قواعد الحراسة الشخصية.

محمد العمدة (30 عاماً) حارس شخصي منذ 4 سنوات، ومخصص في تأمين الشخصيات المهمة أو رجال الأعمال، ويرافقهم في المؤتمرات والسفر والرحلات، يقول على الرغم من ضرورة الحراسة الشخصية للشخصيات المهمة، إلا أن بعض الناس ليسوا بحاجة إلى حراسة شخصية على الإطلاق، لكنهم يلجأون لشركات الحراسة لاستكمال المظهر الاجتماعي.

ويلفت علي الزيني (35 عاماً) حارس شخصي، إلى أن بعض أصحاب الشركات ورجال الأعمال، يستخدمون الحراس الشخصيين لتوصيل رسائل لبعضهم بعضاً، عن طريق المبالغة في عدد الحراس، وهنا تكون الغلبة لمن لديه حراس أكثر لتخويف الآخر. وبغض النظر عن ماهية الشخصية التي يحرسها، يرى الزيني أنهم كحراس شخصيين، لا يتدخلون في ما يحدث حولهم، لكن همهم الوحيد تأمين من يحرسونه من المخاطر التي قد يتعرض إليها.

ويشير محمد عبد القوي، مدير إحدى شركات الحراسة بدبي، إلى أن الكثير من الزبائن من رجال الأعمال وسيدات المجتمع والفنانين، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات التي تستدعي طبيعة عملهم الاستعانة بحراسة شخصية. ويقول: مثلاً يحتاج الفنانون لتأمين وصولهم من المطارات، حتى تسليم مهمة حراستهم للحراس الموجودين في مقار إقامتهم، كما أن منهم من يطلب زيادة الحراسة في الحفلات، لا سيما المفتوحة منها، أما بالنسبة لرجال الأعمال فمنهم من يحتاج لحراسة ملازمة طيلة الوقت، ومنهم من لا يحتاج إلى حارس شخصي على الإطلاق، كما هو الحال مع بعض الفنانين الذين يمشون بين الناس دون حراسة. ويضيف عبد القوي أن هناك الكثير من العائلات تطلب أفراد حراسة لتأمينها فى أماكن التسوق، لا سيما في حالات سفر المسؤول عن الأسرة، كما يقبل البعض على الاستعانة بحارس شخصي في الحفلات المنزلية، للتأكد من هوية المدعوين، وهناك من يطلب الحراسة كوجاهة، وهو ما بات منتشراً في الآونة الأخيرة، لكنه كمدير شركة لا يرفض ذلك مادام الزبون قادراً على دفع التكلفة.

للمزيد من الفيديوهات يمكنك مشاهدة جميع المقالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top