الحراس بشر يخافون الفئران وأيضًا المرتفعات

الحراس بشر يخافون الفئران وأيضًا المرتفعات

تحتاج مهنة الحارس الشخصي إلى العديد من المقومات من القوة الجسمانية، والعضلات المفتولة، وطول القامة، إلى الإمكانيات العقلية من ذكاء وقوة ملاحظة، وتركيز عال، وقدرة على التوقع، وغيرها من الأمور الضرورية لتلك المهنة. وقد يتسبب الحارس بتصرفات غير محسوبة في مشاكل كثيرة يكون بطلها الأول، حين تسبق عضلاته وقوته البدنية، إعمال العقل والتروي، وقد يخاف مثل كثيرين منا من الأماكن العالية أو يرتعد من أصغر الحشرات. وتتكلف مهنة البودي جارد الكثير على من يمتهنها، فبعكس الكثير من المهن التي يحصد من ورائها الشخص أموالاً، ينفق الحارس الشخصي من جيبه الكثير، للحفاظ على لياقته البدنية والمظهر المطلوب للمهنة.

خضر كركي (حارس شخصي) يعمل في تأمين الشخصيات المهمة، يقول: الجسم والعضلات المفتولة من المتطلبات الأساسية للحارس الشخصي، بغض النظر عن استخدامها، فهي بحسب رأيه ضرورة لتخويف المتطفلين والمسببين للقلاقل، وإجبارهم على الابتعاد. وعلى الرغم من حجمه الضخم، إلا أن خضر يخاف مما يخاف منه الإنسان العادي، كالحيوانات المفترسة، وأسلاك الكهرباء، مؤكداً أن وجود العضلات لدى الحارس الشخصي، ليس معناه أن يكون جيداً، ولكنها مقاييس تختلف من شخص لآخر. ويلفت إلى أن هناك نماذج كثيرة للحراس أثبتت جدارتها، رغم أنهم ليسوا على قدر كبير من القوة، والمظهر المتعارف عليه ل البودي جارد.

اتفق معه بلال، إداري في إحدى شركات الحراسة، والذي يرى أن الأولوية في مجال الحراسة، لإعمال العقل وليس للعضلات، مشيراً إلى أن الحارس الشخصي عندما يتعرض لمتاعب أو تهديدات من أي نوع، ويرى أن من يحرسه في خطر، يستعين بالشرطة على الفور لاتخاذ الإجراءات اللازمة، من دون أن يتدخل الحارس. ويؤكد أن البودي جارد وظيفته الأساسية هي الحماية، وليس التسبب في المشاكل وتعريض الناس للخطر، كما يلفت إلى أهمية التنسيق التام بين شركة الحراسة والشرطة، للسيطرة على أي إخلال بالأمن أو النظام.

ويؤكد إبراهيم مبروك (حارس شخصي)، أن تلك المهنة من المهن المكلفة، وتتطلب التدريب المستمر، ليكون الفرد على لياقة بدنية مرتفعة طيلة الوقت، حتى يتمكن من درء أي خطر قد يواجهه خلال ساعات عمله. ويشير إلى أهمية الحالة المزاجية للحارس الشخصي، والتي قد تؤثر بالإيجاب أو السلب على مستواه الوظيفي، مؤكداً ضرورة الفصل بين العمل والمسائل الشخصية، لأن الأمر، حسب رأيه، يتعلق بأرواح الناس، والحفاظ على ممتلكاتهم. كما يشدد على أهمية التركيز وسرعة البديهة وحسن التصرف والتوقع، وهي أمور يراها أهم من القوة البدنية. وعن بعض المواقف التي قد يتعرض لها البودي جارد يقول غالباً ما تكون الحفلات المفتوحة، هي الأكثر إرهاقاً للعميل والحارس على حد سواء، حيث المساحة الواسعة، والأعداد الكثيرة من الناس، التي قد تلاحق الشخصية المراد حراستها، وهو غالباً ما يحدث مع الشخصيات المعروفة، مثل الفنانين والشخصيات العامة.

ويتدرب الحارس خليل عمر (28 عاماً) ساعتين يومياً، للمحافظة على لياقته البدنية، لأنها من ضروريات المهنة، كما انه يأكل ست وجبات مدروسة السعرات، للمحافظة على مظهره الرياضي الضخم، مشيراً إلى تكلفة المظهر والبدلة والنظارة السوداء.

ويلفت محمود البيه، مدير إحدى شركات الحراسة، إلى الشروط الواجب توافرها في الحارس الشخصي، وأولها أن يكون على قدر مناسب من طول القامة، حتى يمكنه كشف المكان من أعلى، كما أنه لابد أن يكون أطول ممن يحرسه بقدر مناسب. ويضيف: إذا كان الحارس يتمتع بميزات عقلية وذكاء كبير، فيمكنه العمل فى مجالات أخرى مثل المنافذ أو البوابات أو غيرها من الأماكن التي تتطلب قوة ملاحظة وسرعة بديهة. ويتفق الكثيرون من رجال الحراسة وأصحاب الشركات، على ضرورة أن يكون الحارس الشخصي مفتول العضلات، حتى ولو لم يستخدمها، لأنها بحسب الحارس عايض المقريزي (29 عاماً)، أهم ما يميز البودي جارد عن الشخص العادي، كما أنها من ضمن مؤهلاته للالتحاق بتلك المهنة. ويؤكد انه من بين العملاء من يكون مفتول العضلات، ويجب أن يكون حجم عضلات الحارس يفوقها عند أي زبون. وعلى الرغم من عدم استخدام تلك العضلات إلا في حدود الحماية، يرى أنها يجب أن تتوافر لتأمين العميل من تدافع الناس، أو المعجبين في حال كان أحد الفنانين. للمزيد من الفيديوهات يمكنك مشاهدة جميع المقالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top