الحارس الشخصي موضة حتى في الغرب
الحارس الشخصي موضة حتى في الغرب الحرس الشخصي مهنة يحلم بها الشباب والشابات، فكثيراً ما نشاهد رجالاً ونساء يسيرون الى جنب المكلفين بحمايتهم، وهم من أصحاب العضلات المفتولة،
ويرتدون ملابس خاصة أحياناً ويضعون سماعات أذن ونظارات سوداء ويتسلحون بأسلحة خفيفة وفعالة، وهم على أهبة الاستعداد للتدخل في أي لحظة توجبها الظروف. ويقول بول بيت مدير مشروع في مجموعة كونترول ريكس ومقرها لندن والحراس الشخصيون مثل المفكرين لكنهم ضخام الجثة.
الحارس الشخصي
الواقع أن هذه المهنة باتت ممكنة للكثيرين لا سيما من النساء، إذ اظهرت بعض الدراسات أن الطلب ازداد على الحارسات الشخصيات في بلد مثل روسيا، حيث تقبل سيدات الأعمال وزوجات الأغنياء على توظيفهن عوضاً عن الحراس الشخصيين، خاصة أنهن خبيرات في فنون القتال واستخدام السلاح. ويرى جيرار ديمتريز، وهو شرطي سابق كان مكلفاً بحراسة أحد الوزراء،
أن مهنة الحراسة الشخصية غدت اكثر سهولة من ذي قبل وأكثر مردودية بالنسبة لوضع الشخص المادي، بل غدا أقل خطورة أن تحرس شخصاً مهماً مقارنة من أن تحرس مصرفاً أو شركة. ويشير ديمتريز الذي كان متخصصاً في التدريب على حماية الشخصيات المهمة الى أن هذه المهنة أصبحت في الآونة الأخيرة موضة أكثر مما هي ضرورة.
ويقول ايريك نافونون العضو السابق في شركة ريد للحراسة إنه بينما تقنن هذه المهنة في بلد مثل الولايات المتحدة وتشرع لها الضوابط، نجد أنها في بلد مثل فرنسا تقتصر على حماية محال البقالة الكبرى وبعض الأماكن الحساسة. ويضيف نافونون: الأمر يتعلق بالثقافة،
ففي العالم الانجلوساكسوني نجد أن الناس لا يشعرون بالعيب أو الخجل أو حتى الخوف لمجرد أنهم يحرسون آخرين، أما عندنا في فرنسا فنتعامل دائماً بعد وقوع الحادث. ففي 1998 تعرض صاحب شركة جيرلان المعروفة في عالم الموضة والعطور الى هجرم مؤسف انتهى بضربه وسجنه وسرقته في عقر داره، وعندما ظهر الأمر الى العلن، بدأ الناس يطالبون بضرورة أن يكون للشخصيات المهمة حراس شخصيون.
ويعتقد نافونون بأنه من المعيب حقاً أن تنظر بعض الشركات الى أصحاب هذه المهنة على أنهم مجرد سلعة تذهب لمن يدفع أكثر، ويقول: من المؤسف أن نعلم أن بلدا مثل المانيا يخصص بعض المؤسسات التي تعد الفرق الخاصة للحراسة الشخصية وذلك لحماية عمالها، بينما نجد في فرنسا الفوضى بعينها،
حيث تجري مؤسسات دورات تدريبية تبلغ تكلفتها ما بين 2500 و5000 يورو ولمدة تتراوح ما بين 3و5 اسابيع من دون أن تخرج بأناس قادرين فعلاً على حماية الناس. ولذا لا بد من تقنين هذه المهنة واصدار شهادات معترف بها دولياً لقبول هذا الشخص أو ذاك على أساس أنه حارس شخصي.
وحتى نصل الى هذا الحلم، لم يزل غالبية الحراس الشخصيين ينتمون الى فئة العكسريين القدامى، وذلك على شاكلة السويسرية اليزابيث كاريرا (48 سنة). وعلى مدى سبع سنوات، كانت كارير مكلفة بحماية الوزراء ورؤساء الدول الذين يزورون سويسرا، لكنها فضلت بعد ذلك ان تنشئ مؤسستها الخاصة. والأمر لم يكن سهلاً بالنسبة لامرأة محاطة بعالم ذكوري متمكن لكنها استطاعت أن تثبت وجودها خاصة في عالم النساء،
لأنهن يفضلن أن يشعرن بالحماية من قبل نساء أخريات في هذا المجال وذلك لأسباب عملية وشخصية جداً، على حد قولها، لا سيما إذا تعلق الأمر بزبونات عربيات.
وتشير اليزابيث الى أنها واجهت مشكلة مع بعضهن وكذلك مع بعض مديري الشركات الكبرى، إذ كانوا يطلبون منها حمل الحقيبة وفتح باب السيارة.. الخ. ولذا فإن عملاً كهذا، كما ترى، أصبح قريباً من عمل الخادم وليس لحارس الشخصي الذي يتوجب عليه البقاء على اهبة الاستعداد في كل لحظة. ويقول ايريك نافونون إن هؤلاء الأشخاص يخلطون بينك وبين السكرتيرة أحيانا، ويطلبون منك أن تقوم بأعمالهم الإدارية وشراء تذاكر الطائرة.. ولذا يصبح دورك كخادم بالفعل وتبتعد كثيراً عن دورك كحارس شخصي.
من المشاكل التي يعاني منها الحراس الشخصيون عدم قدرتهم في بعض البلدان على حمل السلاح، وهو ما يعتبر أمراً مناقضاً للمنطق. ويقول نافونون إنه عندما جاء الكاتب الشهير سلمان رشدي المعروف بكتاباته المعادية للإسلام والذي أهدر البعض دمه الى فرنسا كان السلاح الوحيد الذي نملكه هو أيدينا فقط اثناء حراسته،
وعندما أوصلناه الى الحدود البلجيكية استعاد الحرس الشخصي سلاحهم. ويؤكد نافونون بأنه يتوجب على الحارس الشخصي أياً كان مكان عمله، أن يتقن اللغات الأساسية المتداولة في العالم، وأن يتميز بحفظ الأسرار والصدق والأمانة وكذلك التحمل والتحلي بآداب السلوك، وأن يكون ذا طبع لين وأن يتحكم بأعصابه لأن الشخصيات المهمة جداً غالباً ما تكون متقلبة الرأي وصاحبة نزوات.
وفوق كل ذلك، لابد للحارس الشخصي أن يحسن وقت التدخل بمعنى أن يستخدم 80% من عقله و20% من قوته الجسدية وأن يهتم بهندامه، لأن زمن الحارس الشخصي المخيف الذي يشبه الغوريللا ولى منذ العقد الماضي.
ومن النصائح التي يقدمها الحارس الشخصي ديماريتز لمن يريد العمل في هذا المجال، تجنب الجرابات البيضاء مع البدلة السوداء وتجنب القميص الأسود مع رابطة العنق البيضاء لأن الآخرين سيعتبرون أنه عضو في المافيا.
للمزيد من الفيديوهات يمكنك مشاهدة جميع المقالات