الحادث الأمني
الحادث الأمني المعنى التعريفي لكلمة : الحادث الأمني!
ما هو الحادث الأمني؟
يمكن أن نعرّف الحادث الأمني باعتباره: أيّ واقعة أو حدث تعتقد بأنّها يمكن أن تؤثّر في أمنك التنظيمي أو الشخصي.
ويمكن أن تشمل أمثلة الحوادث الأمنية: مشاهدة وسيلة النقل المشبوهة ذاتها متوقفة خارج مكتبك أو منزلك لعدة أيام، أو رنين الهاتف ليلا دون متحدث في الطرف الآخر، أو أن يطلب أحد معلومات عنك في قرية أو مدينة مجاورة، أو اقتحام منزلك،.. الخ.
ولكن ليس كلّ ما تلاحظه يشكّل حادثا أمنيا. ولذلك يجب عليك تدوينه ثم تحليله، ويفضل أن يكون ذلك مع الزملاء، للتأكد ما إذا كان يمكن له أن يؤثر فعلا في أمنك، عند ذلك يمكن أن تردّ على الحادث.
إنّ ترتيب الأحداث هو كما يلي:
—>ملاحظة شيء ما —>تدرك أنّه يمكن أن يكون حادثا أمنيا —>تقوم بتسجيله / ومشاركة الآخرين —>تقوم بتحليله —>التأكّد بأنّه حادث أمنيّ —>الردّ بالكيفية الملائمة.
وإذا كانت القضية ضاغطة فإنّه يجب المحافظة على ذلك الترتيب ولكن بسرعة اكبر من المعتاد لتفادي التأخير (انظر الأسفل).
كيفية التمييز بين الحوادث الأمنية والتهديدات:
إذا كنت تنتظر حافلة وهدك شخص يقف إلى جانبك فيما يتصل بعملك، فإنّ هذا – بصرف النظر عن كونه تهديدا – يمثّل حدثا أمنيا. لكن إذا فطّنت إلى أنّ مكتبك تراقبه سيّارة شرطة من الجانب المقابل من الشارع، أو أنّ هاتفك النقال قد سرق، فإنّ تلك حوادث أمنية ولكنها ليست بالضرورة تهديدات. تذكر: إن التهديدات لها هدف معيّن (راجع فصل 2)، أمّا الحوادث فهي تقع فقط.
جميع التهديدات هي حوادث أمنيّة، ولكن ليس كلّ الحوادث الأمنية تهديدات.
لماذا تعتبر الحوادث الأمنية بالغة الأهمّية ؟
الحوادث الأمنية ضرورية لضبط وضعك الأمني، لأنّها توفر معلومات أساسية حول مدى تأثير عملك، وحول العمل المحتمل الذي ربّما يتمّ تخطيطه أو تنفيذه ضدّك. و كذلك فإنّ مثل تلك الحوادث تسمح لك بتغيّر سلوكك أو نشاطك وأن تجتنب الأماكن التي يمكن أن تكون خطيرة أو غير مأمونة بشكل أكثر من المعتاد. ولذلك يمكن النظر إلى الحوادث الأمنية باعتبارها مؤشرات على الوضعية الأمنية المحلّية. و إذا كنت لا تستطيع تبيّن أيّ متغيرات فسيكون من الصعب اتخاذ العمل مناسب في الوقت المناسب للبقاء سالما.
مثلا يمكن أن تدرك أنّك مراقب بعد ملاحظة عدة حوادث أمنية، عندئذ يمكنك اخذ تدابير ضد المراقبة.
الحوادث الأمنية تشكل “الوحدة الصغرى” لقياس الوضع الأمني وتؤشر إلى المقاومة/والضغوطات تجاه العمل الذي تؤديه. فلا تدعها تمرّ دون ملاحظة.
متى وكيف تسجّل الحوادث الأمنية؟
يرتكز ذلك على مدى وضوح الحادث. فإذا كان يمكن أن يقع دون العلم به فإنّ قدرتك التعرف عليه ترتبط بالتدريب الأمني الذي حصلت عليه، وبتجربتك، وبمستوى وعيك.
بقدر ما يكون وعيك و تدريبك كبيرا تكون الحوادث التي تغيب عن انتباهك قليلة
يقع في بعض الأحيان استصغار الحوادث الأمنية، أو تتم ملاحظتها بلا مبالاة، ثم إزاحتها جانبا. وأحيانا أخرى يبالغ بعض الناس في رد الفعل تجاه ما قد يظنونه حوادث أمنية.
لماذا يقع حادث أمني دون أن يتم الانتباه إليه ؟
مثال:
يتعرّض أحد المدافعين عن حقوق الإنسان إلى حادث أمني ولكنّ المنظمة التي يعمل بها لا تقوم بردّة فعل إطلاقا، ذلك يمكن أن يحصل لأنّ :
* المدافع غير واع بأنّ حادثا أمنيا قد وقع فعلا.
* المدافع واع به، و لكنه أهمله باعتباره غير مهم.
* المدافع لم يبلّغ المنظمة (بسبب النسيان أو عدم الاعتقاد بأهمية ذلك، أو أنه قرر الصمت لأنّ الحادث حصل بسبب خطأ من جانبه)
* المنظمة – وبعد أن أجرت تقييما للحادث بعد أن دوّنه الحقوقي في دفتر تسجيل الحوادث- لم تجد بأن من الضروري اتخاذ أي إجراء.
لماذا يقوم الناس أحيانا بردّ فعل مبالغ فيه تجاه الحوادث الأمنية؟
مثال:
قد يتحدّث أحد الزملاء باستمرار عن حادث أمني أو آخر، ولكن عند التقصّي لا يرتقي ما وقع إلى مرتبة الحادث. إنّ الحادث الأمني الفعلي في هذه الحالة هو كون زميلك لديه مشكلة جعلته يتخيل حوادث أمنيّة غير موجودة. وقد يعود ذلك لشعوره الزائد بالخوف أو معاناته من الضغوط النفسية، ويجب عندها تقديم المساندة له لحل المشكلة.
لا تنسى أنّه من الشائع جدّا إهمال الحوادث الأمنية أو صرف النظر عنها: لذلك كن حذرا من ذلك
التعامل مع الحوادث الأمنية:
يمكن التعامل مع الحوادث الأمنية بخطوات أساسية ثلاث:
* تدوينها: كل حادث أمنيّ يلاحظه مدافع عن حقوق الإنسان يجب ان يدون، سواء في مفكّرة شخصية عادية أو في مفكرة متاحة للجميع.
* تحليلها: كلّ الحوادث الأمنية المسجّلة يجب أن تحلّل بدقّة بشكل فوري أو منتظم. ومن الأحسن تحليلها بشكل جماعي وليس فرديا، لأنّ هذا يقلّل من خطر عدم الالتفات لشيء ما. ويجب أن يتولّى شخص ما مهمّة التأكّد من القيام بذلك. كما يجب اتخاذ القرارات المتعلقة بالاحتفاظ بسرية حصول حوادث معينة او عدمه (التهديدات مثلا). هل إنّ إخفاء التهديد عن زملائك وعن الذين تتعامل معهم عمل أخلاقي وواقعيّ؟ لا توجد قاعدة واحدة تستعمل في جميع الحالات. ولكن من الأفضل غالبا أن نكون منفتحين ما أمكن فيما يتعلق بتقاسم المعلومات والتعامل مع موارد القلق المتعلقة بالأمور العملية وكذلك المخاوف.
* الردّ عليها: باعتبار أن الحوادث الأمنية توفر معلومات عن مدى تأثير عملك، فإنها يمكن أن تقودنا إلى ما يلي:
o الردّ على الحادث نفسه.
o توفر معلومات مرتدة – من حيث الاعتبار الأمني – عن كيفية عملك، أو الخطط أو الإستراتيجية المتعلقة به.
مثال لحادث يوفّر معلومات راجعة تتعلق بالعمل بأمان:
للمرة الثالثة على التوالي يتعرض شخص ما من منظمتك لمشاكل مرور عبر حاجز تفتيش تابع للشرطة بسبب نسيانه المستمرّ حمل الوثائق الضرورية، لذلك تقرّر إعداد قائمة يجب على الجميع مراجعتها قبل مغادرة المدينة، وربّما تقوم بتغيير الطريق لهذا النوع من الرحلات.
مثال لحادث يوفّر معلومات راجعة تتعلق بكيفية التخطيط المتعلق بأمنك:
عند نفس حاجز التفتيش يقع احتجازك لمدة نصف ساعة. ويقال إليك إنّ عملك لا يجلب الاحترام، وتوجه إليك تهديدات غير واضحة. وعندما تستفسر من المركز الرئيسي للشرطة يعاد المشهد نفسه. فتدعو فريق العمل لاجتماع لمراجعة خطط عملك، لأنه يبدو من الواضح ضرورة إجراء تغييرات لضمان مواصلة العمل. ثم تخطط لسلسلة من الاجتماعات مع الموظفين المدنيّين بوزارة الداخلية، وتغيّر بعض جوانب مخططاتك، وتنظّم اجتماعا إسبوعيا لرصد الحالة.
مثال لحادث يوفّر معلومات راجعة تتعلق باستراتيجيتك الأمنية :
عند شروعك في العمل كمدافع عن حقوق الإنسان في منطقة جديدة، تتلقّى على الفور تهديدات بالقتل، ويتم الاعتداء جسديا على أحد زملائك. وهو ما لم تكن تتوقّعه ولم تعدّ له في إستراتيجيتك الشاملة. وبالتالي يجب عليك أن تغيّر إستراتيجيتك لتطوير تقبل المحيط الجديد لعملك، وردع أيّ هجمات أو تهديدات إضافية. ولهذا عليك أن تؤجّل عملك مؤقتا وتنسحب من المنطقة وتعيد النظر في المشروع بشكل كامل.
الردّ العاجل على الحادث الأمني
هناك طرق عديدة لمعالجة الحادث الأمني بشكل فوري. والخطوات التالية صيغت فيما يتعلق بوقت وكيفية التصرف، بدءا من لحظة الإبلاغ بالحادث الأمني، وأثناء وقوعه، وبعد انقضائه.
الخطوة الأولى : الإبلاغ عن الحادث
* ماذا يحدث/حدث ؟ (حاول التركيز على الوقائع)
* أين ومتى وقع ؟
* من هو المتورط ؟ (هذا إن كان يمكن تحديده)
* هل حصلت أضرار على الأشخاص أو الممتلكات؟
الخطوة الثانية : قرر متى يكون الردّ، وثمّة إمكانيتان:
* رد الفعل الفوري يكون مطلوبا للعناية بالأشخاص المصابين أو لإيقاف هجوم.
* الردّ السريع (في الساعات أو حتى الأيام اللاحقة) يكون ضروريا للحيلولة دون وقوع حوادث أمنية جديدة ممكنة.
* المتابعة (خلال أيّام أو أسابيع أو حتى أشهر) وذلك إذا كانت الوضعية مستقرّة، أو إنّ الردّ الفوري أو السريع غير ضروري. ومع ذلك فإنّ أيّ حادث أمنيّ يتطلّب ردّا فوريا وسريعا يجب أن يُتابع من اجل إعادة ترتيب أو مراجعة محيط عملك.
الخطوة الثالثة : قرر كيفية الردّ وما هي أهدافك:
* إذا كان على الردّ أن يكون فوريا، فإنّ غاياتك يجب أن تكون واضحة: العناية بالمصابين و/ أو الوقاية من أيّ هجوم آخر.
* إذا كان على التحرك أن يكون سريعا فإنّ الأهداف ينبغي أن يرسمها فريق طوارئ أو ما شابهه، والتركيز على استرجاع الأمن الضروري للمتضررين من الحادث.
والردود اللاحقة يجب أن تأخذ مجراها، من خلال قنوات صنع القرار العادية في المنظمة، بهدف استرجاع سلامة المحيط الخارجي للعمل، إضافة إلى إعادة تحديد إجراءات تنظيمية داخلية، وتحسين الردود اللاحقة على أية حوادث أمنية.
وفي أي رد فعل يجب أن يُؤخذ في الحسبان أمن الأفراد الآخرين والمنظمات أو المؤسسات الأخرى التي تتعامل معها.
حدّد أهدافك قبل القيام بأي عمل. التحرّك الفوري ضروري، لكن الوعي بأسباب هذا التحرك أهم. فتحديد ماذا تريد تحقيقه (الأهداف) أولا، يمكنك من أن تقرّر كيف تحققه (مسار العمل).
مثال:
إذا تلقّت مجموعة من المدافعين أخبارا مفادها أنّ أحد زملائهم لم يصل المكان المتفق عليه في المدينة، فقد يبدؤون التحرّك بالاتصال بالمستشفى، وبمن هم على صلة به من المنظمات الأخرى، أو بمكتب الأمم المتحدة القريب، أو بالشرطة. ولكن قبل هذه الاتصالات فإنّه من الضروريّ تحديد ما تريد إنجازه وما الذي ستقوله، وإلاّ فإنّك قد تحدث ذعرا غير ضروري، أو رد فعل معاكس للمقصود(تخيّل أنّ زميلك قد تأخّر لمجرد أنّه لم يدرك الحافلة ونسي مخاطبة المكتب).